كيف تتكون المنعطفات ياترى؟؟؟
موضوع مهم جدا....
كيفيه تكوين المنعطفات :
يتم النحت الحانبى وتوسيع أرضيه الوادى بواسطه النهر الجارى فى منعطفاته . وتعتبر مشكله تكوين المنعطفات أو الثنيات النهريه Meanders من بين المشاكل الجيومورفولوجيه التى اثير من حولها جدل كثير . ولم تعد التفسيرات التقليديه كافيه لفهم تكوينها ، ومنها عدم الانتظام فى تضاريس وشكل الأرض التى يجري فيها النهر ، أو مصادفه النهر أثناء جريانه لمخارج أو مكاشف صخريه صلبه ، وهذا وذاك يسبب انحرافا فى مجرى النهر ينمو ويتطور مكونا لمنعطف كبير .
والواقع أن المنعطفات ليست عشوائيه فى تكوينها ولا فى جحمها ، ولا يمكن تفسير تناسقها وانتظامها الكامل على أساس الصدفه ، فهى نمو وتطور طبيعى يرتبط بميكانيكيه الجريان والنقل النهرى . وقد أمكن اثبات ذلك فى المعامل ، حيث حفرت مجارى مستقيمه فى رمال متماثله التكوين ، سرعان ما تكونت فيها منعطفات حالما انسابت فيها مياه جاريه .
وهناك حقيقه أخرى حاسمه ومقنعه أن المنعطفات اظهر ما تكون نموا ووضوحا فى السهول الفيضيه التى أرسبتها وأنشأتها الأنهار ذاتها ، ولاشك أن أى أضطراب أصلى فى مظهر السطح يكون قد غطى بواسطه الرواسب الفيضيه . ولقد لاحظ عدد من الكتاب وجود صله وارتباط بين أبعاد المنعطفات وتصريف النهر ، وبين منحدر الوادى وحجم وطبيعه الحموله النهريه .
مثال ذلك إذا ما ارتقع التصريف المائى ، ازداد تبعا لذلك اتساع نطاق المنعطفات ، وان لم يكن بنفس النسبه قد أوضح بيتس (1939) عن طريق الدراسه الحقليه أن النهر الذى يجرى فوق سهله الفيضي ، ويكون عرضه نحو 100 قدم (نحو 30م) فإن اتساع نطاق منعطفه يكون حوالى 1600 قدم (490 م) بينما النهر الذى يبلغ عرضه 1000 قدم (305 متر) يزداد اتساع انطاق منعطفه كثيرا فيصل نحو 12000 قدم (3660 متر) . وتسبب الزياده فى التصريف النهرى زياده أيضا فى طول موجه المنعطف Wave-length of Meander وهو المسافه بين قمتى Crests منعطفين متجاوزين .
ولعل عامل التصريف النهرى يعلل حقيقه أن المنعطفات ظاهره تختص بالجزء الأدنى من الوادى ، وأنها تضمحل بالاتجاه نحو منابع النهر . ولقد برهنت التجارب المعمليه والدراسات الحقليه أن المنعطفات تتكون وتنمو حينما تكون حموله القاع صغيره . وهذا بدوره ينهض دليلا على أن المجارى المائيه فى مرحله الشيخوخه هى التى يرتبط بها صنع المنعطفات .
كما يفسر حقيقه أن مجارى الماء المنصهر فوق أسطح الثلاجات والتى لا تحمل شيئا من الرواسب ، تتثنى صانعه لمنعطفات دقيقه . وغالبا ما يقال أن المنعطفات تنشأ فى المجارى التى تتصف بانحدارات هينه جدا كما فى الانهار الهرمه ، وفوق السهول الفيضيه . ومع هذا فاننا نجد أحيانا ان الانحدارات فى الانهار ذات المنعطفات يتطلب طاقه أكثر للتغلب على ما يفقد منها نتيجه للاحتكاك الناتج عن انحناء المجرى ، وهذه يستمد من سرعه الجريان الناشئة عن الانحدار الاشد . ولقد لفت ديورى Dury (1958 ، 1966)6 الانظار إلى حقيقه أن الاوديه ، كالانهار ، تتميز غالبا بطابع التثنى والانعطاف . وتتغطى هذه الاوديه عادة بفرشه سميكه من الرواسب الفيضيه ، ويجرى فيها النهر نفسه صانعا لانحناءات ومنعطفات . لكن منعطفات النهر المحفوره فى رواسب السهل الفيضى أصغر بكثير من منعطفات الوادى ، التى سبق نحتها فى الصخور الصلبه .
(شكل 5 - جـ) | (شكل 5 - ب) | (شكل 5 - أ) |
(شكل 6) النحت والارساب في ضفتي المنعطف Meander |
(شكل 5 - د)
وقد أوضحت الابحاث أن منعطفات الوادى تماثل وتتمشى مع المقاييس الخاصه بمنعطفات النهر . ذلك أنه حينما يزداد اتساع الوادى عند منسوب المجرى ، يكبر بالتالى طول موجه منعطفات الوادى .
وقد أوضحت عمليات الحفر فى رواسب الحشو الفيضى لمنعطفات الوادى فى جنوب انجلترا وجود مجارى نهريه مطمورة ذات أبعاد اعظم بكثير من أبعاد المجارى الموجوده ، وذات صله وثيقه بأبعاد منعطفات الوادى . وقد استنتج " ديورى " ان تلك الاوديه ذات الطابع الانعطافى قد نحتت بواسطه انهار كانت تشغل كل قيعانها ، وأن التصريف المائى لتلك الانهار يقدر بما بين 80 ـ 100 مرة قدر التصريف المائى للانهار الحاليه ، مثل هذا التصريف المائى الضخم كان موجودا اثناء عصر البلايوستوسين ، حينما توفرت ظروف مواتيه فالامطار كانت اغزر ، والتسرب أقل ، والنبات نادروالتبخر ضئيل ، اضافه إلى المياه المنصهر من الثلوج ، مما ناسب عظم الجريان السطحى عنه حاليا . وفى فتره ما بعد الجليد ضمرت تلك المجارى العظميه بالرواسب الفيضيه وشغلت قيعانها الفسيحه الاودية ذات الطابع الانعطافى ، التى تجرى بها الان أنهار ضعيفه غير قادره على مواصله النحت .
ميكانيكيه النحت الجانبى وتوسيع نطاق المنعطف وارضيه الوادى
على الرغم من أن العوامل التى تقف وراء تكون المنعطفات معقده ، ولم تتضح بشكل كامل حتى الآن ، فأن العمليه الميكانيكيه التى بواسطتها ينحت النهر فى ضفه من المنعطف بينما يرسب فى الضفه الاخرى ، أصبحت واضحه ومفهومه .
ويرى كثير من الكتاب أن الجريان المائى هنا يأخذ شكلا حلزوينه أو لولبيا Spira Flow ، يترتب عليه تكوين حركه سطحيه للماء تجاه الضفه الخارجيه للمنعطف أى نحو جانبه المقعر ، بينما يحدث تيار سفلى رجعى ( تعويض ) يسير على طول قاع النهر ، متجها نحو ضفته الداخليه ، أى إلى الجانب المحدب من المنعطف .
وتفسير هذه الظاهره التى يتم بواسطتها النحت فى جانب من المنعطف والارساب فى جانب آخر ، ومن ثم توسيع أرضيه وادى النهر ، يبدو واضحا للغايه . فالتيار الرئيسى للنهر يضطر للانحراف نحو الضفه الخارجيه أو الجانب المقعر من المنعطف بكامل قوته ، فيتأثر ذلك الجانب بكامل القوه الهيدروليكيه فيعظم فيه النحت الجانبى ، مما يؤدى إلى تراجع ذلك الجانب ، ومن ثم توسيع نطاق المنعطف ، أو بعباره أخرى توسيع أرضيه الوادى ، بينما يحدث تيار مائى رجعى ، ينشأ عن اصطدام التيار المائى االرئيسي بالجانب المقعر ، فتضطر المياه إلى الارتداد سفليا ( لاسطحيا بطبيعه الحال ) ومعها الرواسب التى ثم نحتها من الجانب المقعر ، صوب الجانب أو الضفه المحدبه من المنعطف حيث يحدث إرسابها .
* تفسير ظاهرة هجرة المنعطفات نحو مصب النهر :ـ
لقد أمكن تفسير توسيع نطاق المنعطف ومن ثم توسيع أرضيه الوادى عن طريق النحت فى الجانب المقعر من المنعطف بالقوه الهيدروليكيه ، والارساب فى الجانب المحدب عن طريق التيار السفلى الرجعى . لكن هذا العامل لا يصلح لتوضيح هجره المنعطف وزحفه أوانتقاله صوب أدنى النهر Downs Tream Meander Migration أو استمرار ضيق عنق المنعطف Meander Neck ، بسبب التعريه فى ضفه المنعطف المقعره التى تقع تجاه المنبع ، وتلك التى تقع تجاه مصبه ، لينشأ فى النهايه ما يسمى قطع المنعطف Meander Cutoff أى المجرى الجديد المستقيم الذى يشق أو يقطع عنق المنعطف ، بدلا من المجرى الملتوى أو المنعطف القديم ، ثم كى تنشأ البحيره المتقطعه Oxbow-Lake .
ولعل فى عامل التصريف المائى واختلافه من فصل لاخرخير تفسير لذلك ففى مواسم الجريان العادى يصطدم تيار النهر الرئيسى بالضفه الخارجيه لللثنيه ، وهذا هو السبب المائى العالى ، فان تيار النهر الرئيسى ، ومن ثم القوه الهيدرولوجيه ، تنتقل صوب أدنى النهر ، وتبعا لذلك فإن الاصطدام وما يتبعه من نحت يحدثان فى الضفه الاقرب إلى مصب النهر ومن ثم يهاجر المنعطف نحو المصب .
اتمنى انكم تستفيدوا من الموضوع
تحياتي