ظاهرة التفحيص أو بمعنى آخر الإستخدام السيء للمركبات ، من يمارسها يدخل في صراع رهيب مع الموت حيث يدور بالمركبة في حركات حلزونية أو في خط متعرج بسرعة مخيفة ، أو يقود مركبته على عجلتين بدلاً من أربع ، أو يقود المركبة بسرعة مذهلة ، ويرتفع بها فوق عدة حواجز لينتظره رفاقه ، ليصفقوا له طويلاً على فعلته الخارقة إذا كان لا يزال في عداد الأحياء .
هذه الظاهرة أصبحت من المشاكل الإجتماعية التي لها مخاطرها على الأسرة والأبناء والمجتمع ورجال الأمن ، الذين يسهرون على المحافظة على الأرواح والنظام وراحة المواطنين والمقيمين والزائرين .
أسباب ودوافع التفحيص:
هناك أسباب ودوافع عديدة توحي بأن ما يقوم به ممارس التفحيص من عمل قد يكون رجولياً ولا بد من ظهور هذا العمل بالمهارات والقدرات التي يتمتع بها ، من هنا وعلى سبيل الذكر وليس الحصر نذكر منها :
حب الظهور على الوسط من فئات المجتمع المختلفة ، وكسب شهرة وتهافت المعجبين على مثل هذه الإستعراضات .
التوهم الذاتي بالقدرات التي يمتلكها بأنها غير عاديه .
طغيان رغبة التقليد للرفقاء الذين يمارسون هذه العادة .
عدم السيطرة على رغبات النفس التي تقوده والتحكم بها وتوجيهها الى الطريق السوي والقدوة في المجتمع أو بين الفئة التي يعيش معها .
الأوقات التي تكثر فيها ممارسة التفحيص
تكثر ممارسة التفحيص (الويلات) بين بعض فئات الشباب في أيام المناسبات والإجازات وفي الإجازات الطويلة ، كما أن هناك مناسبة يشتد فيها ظهور هذه العادة أيضاً وهي الفوز بالمباريات ، سواءً كان فوز النادي الذي يميل له ويشجعه هؤلاء الشباب أو المنتخب الوطني أو حتى منتخبات وأندية أخرى خليجية وعربية وأوروبية ، حيث تتولد لدى البعض نشوة ورغبة في التعبير عن فرحته بأسلوب يراه هو أنه مناسب ولا يحسب العواقب مع أن النتائج واحدة .
إن ما نشاهده في وقتنا هذا من حوادث للمركبات لهو أمر مؤسف حيث سيذهب ضحيتها أناس يكونون في أغلب الأحيان من الأبرياء الذين يدفعون حياتهم من مستخدمي الطريق ، فإحرص أخي على أن لا تنخدع ولايصيبك الغرور من أسلوب هؤلاء المتهورين على الطرقات بشكل عام ، ومن أساليب المفحطين بشكل خاص ، فما هي إلا لحظة ويغير الله من حال الى حال .
وقد قامت شرطة عمان السلطانية جاهدةً بمواجهة تلك الآفة من خلال وضع وردع قانوني لهؤلاء المفحصين ونشر الوعي حول مخاطر التفحيص بالمركبات ، وذلك من أجل مجتمع آمن خال من السلوكيات الخاطئة والدخيلة عليه ، إضافة الى ذلك يبقى دور أفراد المجتمع هو المنطلق الحقيقي لمكافحة هذه العادة ، وذلك بأن يقوموا بإسداء النصح والإرشاد لمن تصدر منه تلك الأفعال .
والله يسلم جميع مستخدمي الطرق